تأثير الأحماض الأمينية في حماية الكلى
المقدمة
- يُعد الفشل الكلوي الحاد (AKI) من المضاعفات الشائعة والخطيرة لجراحات القلب، حيث يرتبط بانخفاض تدفق الدم إلى الكلى، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وزيادة معدل الوفيات. حاليًا، لا يوجد تدخل علاجي محدد يمكنه الوقاية من الفشل الكلوي الحاد بعد جراحات القلب، باستثناء بعض التدابير الداعمة. أشارت دراسات سابقة إلى أن التسريب الوريدي للأحماض الأمينية قد يُحسِّن تدفق الدم إلى الكلى ويحفز احتياطي الوظائف الكلوية، ولكن لا تزال فاعليته في الوقاية من الفشل الكلوي الحاد غير مؤكدة. هدفت هذه الدراسة إلى تحديد ما إذا كان تسريب الأحماض الأمينية يمكنه تقليل معدل حدوث الفشل الكلوي الحاد بعد جراحات القلب باستخدام جهاز القلب والرئة الاصطناعي.
المنهجية
- تم إجراء تجربة PROTECTION كدراسة عشوائية مزدوجة التعمية، مضبوطة باستخدام العلاج الوهمي، وشملت 22 مركزًا في ثلاث دول. بلغ عدد المرضى المشاركين 3,511 مريضًا بالغًا ممن خضعوا لجراحات القلب، وتم توزيعهم عشوائيًا إلى مجموعتين:
- مجموعة الأحماض الأمينية (n = 1,759): تلقت مزيجًا متوازنًا من الأحماض الأمينية بجرعة 2 غرام لكل كغم من الوزن المثالي يوميًا لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
- مجموعة العلاج الوهمي (n = 1,752): تلقت محلول رينغر الوريدي وفقًا لنفس البروتوكول.
- كان المعيار الأساسي للدراسة هو معدل الإصابة بالفشل الكلوي الحاد، وفقًا لمعايير KDIGO (Kidney Disease: Improving Global Outcomes) المعتمدة على مستوى الكرياتينين في الدم. بينما شملت المعايير الثانوية شدة الفشل الكلوي، الحاجة إلى العلاج بالاستبدال الكلوي (KRT)، ومعدل الوفيات بعد 30 يومًا.
- تم الحفاظ على التعمية طوال الدراسة، بحيث لم يكن المرضى أو الأطباء أو الباحثون على علم بتوزيع المشاركين. تم استخدام تحليل النية إلى العلاج (Intention-to-treat analysis) بالإضافة إلى تحليلات فرعية وحساسية لضمان دقة النتائج.
النتائج
- أصيب بالفشل الكلوي الحاد 474 مريضًا (26.9%) في مجموعة الأحماض الأمينية، مقارنةً بـ 555 مريضًا (31.7%) في مجموعة العلاج الوهمي (نسبة الخطر النسبي [RR]: 0.85؛ 95% CI: 0.77–0.94؛ P = 0.002).
- الإصابة بالفشل الكلوي الحاد من الدرجة الثالثة (الأشد خطورة) وقعت لدى 29 مريضًا (1.6%) في مجموعة الأحماض الأمينية مقارنةً بـ 52 مريضًا (3.0%) في مجموعة العلاج الوهمي (RR: 0.56؛ 95% CI: 0.35–0.87؛ P = 0.01).
- احتاج إلى العلاج بالاستبدال الكلوي (KRT) 24 مريضًا (1.4%) في مجموعة الأحماض الأمينية مقابل 33 مريضًا (1.9%) في مجموعة العلاج الوهمي (RR: 0.73؛ 95% CI: 0.43–1.22؛ P = 0.16).
- لم يتم العثور على فروق معنوية في معدل الوفيات بعد 30 يومًا (2.8% في كلتا المجموعتين؛ P = 0.98)، أو مدة الإقامة في وحدة العناية المركزة، أو مدة التنفس الصناعي، أو فترة البقاء في المستشفى.
- لم يتم تسجيل أي آثار جانبية خطيرة مرتبطة بتسريب الأحماض الأمينية.
المناقشة
- تقدم هذه الدراسة أدلة قوية على أن التسريب الوريدي للأحماض الأمينية يقلل بشكل كبير من معدل الإصابة بالفشل الكلوي الحاد وشدته لدى مرضى جراحات القلب دون التسبب في آثار جانبية. إذ أظهرت النتائج انخفاض خطر الإصابة بالفشل الكلوي الحاد بنسبة 15%، وانخفاض خطر الإصابة بالحالات الشديدة بنسبة 44%.
- هناك عدة آليات محتملة تفسر هذه النتائج:
- تحسين تدفق الدم الكلوي: تحفز الأحماض الأمينية تدفق الدم إلى الكلى من خلال تقليل مقاومة الشرايين الواردة وتحفيز إنتاج أكسيد النيتريك، مما يحسن الأوكسجين والترشيح الكلوي.
- تحفيز الاحتياطي الوظيفي الكلوي: مما يعزز قدرة الكلى على التعامل مع الإجهاد الأيضي بعد الجراحة.
- تحسين معدل الترشيح الكبيبي (GFR): وهو ما يتماشى مع نتائج دراسات سابقة على الحيوانات والبشر.
- ورغم هذه الفوائد، لم يؤثر التسريب الوريدي للأحماض الأمينية بشكل واضح على معدلات العلاج بالاستبدال الكلوي، الوفيات، أو مدة الإقامة في العناية المركزة، مما يشير إلى أن تأثيره يقتصر بشكل أساسي على الوقاية من الفشل الكلوي الحاد وليس تحسين معدل البقاء أو الوظيفة الكلوية طويلة المدى.
القيود
- اقتصرت الدراسة على دول ذات دخل مرتفع، مما قد يحد من تعميم النتائج على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
- تم تشخيص الفشل الكلوي الحاد استنادًا فقط إلى مستويات الكرياتينين في الدم، دون الاستعانة بعلامات بيولوجية أخرى، والتي قد توفر معلومات إضافية.
- لم تشمل الدراسة خزعات كلوية، والتي كان يمكن أن توضح الآليات المرضية بشكل أفضل، لكن ذلك لم يكن ممكنًا لأسباب أخلاقية.
- لم يكن هناك بروتوكول موحد للوقاية من الفشل الكلوي الحاد، مما قد يؤدي إلى تباين في إدارة المرضى.
- الاستنتاج
- أظهرت هذه الدراسة أن التسريب الوريدي للأحماض الأمينية يقلل بشكل كبير من معدل حدوث الفشل الكلوي الحاد بعد جراحة القلب، خاصةً في الحالات الشديدة، دون زيادة خطر الآثار الجانبية. نظرًا لارتفاع معدل الفشل الكلوي الحاد في هذه الفئة من المرضى، قد يكون التسريب الوريدي للأحماض الأمينية تدخلًا بسيطًا وآمنًا وفعالًا للوقاية من هذه الحالة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتقييم تأثيره على النتائج طويلة المدى، مثل تطور أمراض الكلى المزمنة والبقاء على قيد الحياة.
النتائج الإحصائية الرئيسية
- عدد المشاركين: 3,511 مريضًا
- معدل الفشل الكلوي الحاد: 26.9% (مجموعة الأحماض الأمينية) مقابل 31.7% (مجموعة العلاج الوهمي)، P = 0.002
- الفشل الكلوي الحاد من الدرجة الثالثة: 1.6% مقابل 3.0%، P = 0.01
- العلاج بالاستبدال الكلوي: 1.4% مقابل 1.9%، P = 0.16
- معدل الوفيات بعد 30 يومًا: 2.8% مقابل 2.8%، P = 0.98
- نسبة تقليل خطر الفشل الكلوي الحاد: 15%
تدعم هذه الدراسة استخدام الأحماض الأمينية الوريدية كاستراتيجية وقائية للحد من الفشل الكلوي الحاد في مرضى جراحات القلب، وتشجع على إجراء أبحاث مستقبلية لفهم فوائدها طويلة المدى.
للاطلاع على التفاصيل الكاملة، يرجى الرجوع إلى المقال الأصلي: https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/38865168/